الاثنين، 17 فبراير 2014

من تحوت إلى هابل مروراً بالإسلام


من تحوت إلى هابل مروراً بالإسلام



هذا اسم فعالية أقامها نادي هواة الفلك التابع لديوان غزة بالتعاون مع كرسي اليونسكو لعلوم الفلك والفضاء، مساء يوم السبت السادس عشر من فبراير من العام الرابع عشر بعد الألفين، ربما ما يزال هناك بعض الغموض الذي يحيط باسم الفعالية، لقارئ يتخصص باللغات أو الحقوق أو الهندسة أو الطب، فهو يحتوي رموز مثيولوجيّة بحتة، ف "تحوت" هو إله السماء لدى الفراعنة، فالفلك بدأ علماً قائماً على الأساطير منذ الفراعنة ومن سبقهم، لكن شهد تطوراً ملحوظاً وتقدماً لدى الفراعنة مقارنة بغيرهم من الحضارات القديمة، إلى زماننا الحاضر نتوقف عند أحد أسرار لنهضة الفلكية، إلا وهو هابل، أول التلسكوبات البشرية التي صعدت للفضاء لتنقل لنا صورة نقية لا تشوبها شائبة للأجرام السماوية والظواهر الفلكية الفضائية، خلال هذي الفترة الطويلة، كان للإسلام بصمة عميقة في الفلك، أحدثت فرقاً واختلاف كبير في مسار علم الفلك، من العشوائية إلى الدقة والإثبات، ومن الوهم إلى الحقيقة الثابتة، ومن الاعتقادات الراسخة، إلى قوة الشك التي تدفع بعجلة المعرفة إلى أعماق المجهول.
المركبة الفلكية، تنقلت بنا عبر الفعالية الفكية، إلى محطات عدة، على الرغم من التغيير الطارئ الذي طرأ على جدول الرحلة، فلم نتمكن من مشاهدة البقع الشمسية عبر التلسكوب بسبب الغيوم الكثيفة التي حجبت الشمس عن سماء غزة، لكن استمرت الرحلة، قبل الصعود للمركبة، تم التعريف بالنادي وتوضيح عن طبيعة الفعالية وأسباب  التغيير في جدول الرحلة من خلال بيسان أبو حميد والنقاش الشيق مع داليا شراب، وبدأنا بمقدمة شيقة للفلك عبر العصور والحضارات القديمة، قدمها عضو نادي هواة الفلك م.أمجد شحادة، موضحاً أن انجازات حضارة الفراعنة في الفلك، أعظم من أن تنحصر في فقرة أو حتى فعالية واحدة.
انتقلنا لاحقاً إلى أكبر المحطات في رحلتنا، إلى مشاهدة فيلم "العلم والاسلام" الجزء الثالث إلى ما يقارب ساعة، تحدث فيه الباحث والعالم البريطاني العراقي "جيم الخليلي" الذي رافقن في رحلة سابقة "من الذرة إلى المجرة"، إمتاع إلى أقصى الحدود حين عرفنا أن الشرق هو مصدر العلوم للغرب، وأن العلماء الغربيون الأفذاذ اقتبسوا واستفادوا من انجازات العرب، بعد ذلك م.أحمد الشيخ أخبرنا عن خلاصة الفيلم، وناقش الجمهور، وأخيراً ومحطة مسك الختام استمع الجمهور بدقة متناهية لكل ما قاله البوفيسور سليمان بركة، الحائز على كرسي الفلك والفضاء لليونسكو، حيث حملت كلماته الكثير من الأمل، والتشجيع على طلب العلم والبحث، للعربي والمسلم، تبعها مناقشات فردية للاستفادة من خبرات ومعلومات البروفيسور.