الذهن وعاء كما قال حسين، وهذا الوعاء لا يسكب إلا إذا امتلأ ففاض، لماذا يزجون باكواب غير ممتلئة في المقاعد، ثم يطلبون منهم التلاعب بالمصادر ويضجون بالعالم طرحًا وتصديرًا، هذا ليس إلا إسهال معرفي يا صديق. من هؤلاء؟ كل واحد هو ملك قامته، وملك أرض، هي ليست إفتراضية له فقط، من هؤلاء بربك؟ كيف نمارس ويمارسون الإسقاطات تلو الإسقاطات، آه نعم الفيضان غير متتابع، غير منتظم ولكنه متزن، أو منتظم بنظام ما، لا تجيده أنت، كيف لك أن تدرس دقائق الأمازون وأنت لم تغادر الشريعة؟
من جديد، غربان، ونعيق، ونقيق، النقيق ليس متسقًا لكنه يشبه حالة الذهن. الجد والهزل والقوانين سواء، قبل أمس وأمام أشخاص لا تعرفهم، استحضرتك وصنعت لك تمثالًا وأنت وأنا نكاد لا نطيق بعضنا البعض، أنت تكرهني جدًا، وكذلك أنا، أشعر بعظيم الغيظ إذ أراك تفعل ما لم أستطعه، وكذلك أنت بالطبع، فنحن نتبادل الكره وأشياء أخرى، لكن صنعت لك تمثال، وقلت لم أقابل مثله، لقد تعلمت منك الكثير، وما كنت تحديت عقلي على الأقل إلا لولاك، أنا أكرهك وأكره أحيانًا تشابهنا لحد التماثل. أعجز عن تحديد السبب الذي زج بك في كل هذا، يزعجني أنك أصبحت طيارًا الآن، أكاد لا أستطيع حساب التسارع، وأنت أين؟ أنت لا تدري أنت أين.
منذ عدة أيام، شيء آخر زج بك في أحلامي، لقد كنت حاضرًا هنا حيث أدرس، فكرة وجودك شبه مستحيلة، ولكنك أتيت، واستغليت الفرصة لكي أزعجك أكثر، احترمت شيئًا واحدًا فقط، الاتفاق على أننا لا نعرف بعضنا البعض أمام الناس، وها نحن ذا لا نعرف بعض، ونكيد لبعضنا المكائد، حتى كشفنا أنفسنا. آه كم أكرهك.
هل تعلم أنني اعتدت سوء الفهم، حتى أنني ألفته لمدى الاستمتاع به، أخاف أن أنام الآن، ويجب أن أنقطع عن إزعاجك ولو في ذهني ثم أعود.
05/01/2018
05:23 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق