الجمعة، 20 فبراير 2015

الشبح الضعيف

-         



      كيف حالك؟ ما هو الكمال؟
-         الكمال أن أبقى سعيدة قدر الإمكان!
-         الشبح يتسلل من الثغرات صحيح؟
-         واضح ان لغتك تغلب عليها لغة الفرنسي المجنون، سيصيبني بالجنون قريباً، لدي هوس بالرموز والهلوسات المبعثرة التي يكتبها.
-         صحيح، الأمر ممتع، ومزعج. أنت أيضاً تزعجيني أحياناً، أنت الكائن وأنا المتكون. الماضي وأنا الحاضر.
-         نفس العشوائية، والصفيحة الساخنة التي تقفين عليها!
-         أنا أبرد منكِ، أنا أخفى منكِ، أنا أبعد منكِ، أنا أقسى منك، أنا أبشع منكِ !
-         كيف يمكن للأماكن أن تتبدل؟ والأوقات أن تتغير؟
-         تعلمين أن الفرص لا تتكرر
-         بلى، وتعلمين أنني لا أفقد الأمل
-         يكفينا اهذاراً للوقت، ماذا لديك اليوم؟ أنا أريد أن استمتع = )
-         يوماً ما، ربما أقلب الأوراق في مكان جميل، وريف، وأشتعل على الأشياء التي تنسل من بين يديّ، ربما سأكون كأصحاب الكهف، ستخبر الرياح قصتي بعد ألف عام.
-         ستشاركين الرياح كل التفاصيل والذكريات، وتعتقدين أن هذا كافِ تماماً، ستنامين إلى الأبد باردة كالثلج، إلا شعلة صغيرة ستبقى خالدة.
-         باردة؟ هل يشعر الموتى؟
-         نعم، إنهم يشتاقون للحياة، الأمل هو السبب، لن أهجوه، لكن تعرفين حقاً أنك يجب أن تجربي عالمي مرة، المشقات الشديدة لا تعبريها وحدك أو حتى أنا آخذك منها مثلاً، وتعلمين أني أسامحك كثيراً، كثيراً جداً.
-         لا بد أن تفعلي هذا، تذكرين السنين العجاف؟ كنا سعيدات جداً لكن يبدوا أن كل العسل نفذ وقتها، وخرجنا ندور في الدائرة سوياً.
-         خرجت لأجلك، كل كآبة العالم كان يمكن أن تغذينا للأبد، المعضلة أننا لا يمكن أن نسير دون البصيرة للأبد.
-         قال الله للمسلمين، أنهم أهل النور ويلقونه في المرحلة الثانية، الأمر غير مقنع أو مستقر إلى حد ما.
-         إلى أي مدى تكرهين الجامعة؟
-         ما علاقة السؤال ما قبله؟ تعلمين لم اتمكن من حبها أبداً، ومن الصعب أن أشرح ما أفكر فيه، ترين الدموع ها؟
-         الأمر منوط بما أردتِ وتريدين فعله، الجامعة بلا كهرباء، المولد الكبير يولد الإزعاج فقط. ربما ثقب أسود؟
-         عملاق! الانسان هش، والروح كذلك، وهي تسحق كل شيء بعنف، كأنها حرب، حرب علينا نحن، حرب في طابور المالية، حرب في أول يوم دوام، حرب في المحاضرات الرتيبة، حرب في سجل الدرجات، حرب في موقف السيارات، حرب في الأقسام، حرب مع العمداء والموظفين، حرب مع الطالبات، سلام وحيد في الساحات النائية.
-         مدهش، مع أنك لم تغوصي في أي من هذي الأشياء، ربما كنتِ خائفة فقط؟ جربتِ استحضار البطل الخفي إلى الميدان؟
-         هممم لم أفعل، هناك فرق شاسع بين الواقع والعقل، مع أن العقل قاتل والعقل صانع الواقع، ومؤمنة جداً بفعاليته، خصوصاً يوم حين تشبعنا أحياء هه!
-         نعم، كادت تلك المجنونة أن تفتك بنا، تعلمين أن الأمر غاية في التعقيد، وهناك شعرة رقيقة بيننا وبين السقوط إلى الهاوية، ربما ينتهي بنا الأمر في مصحة عقلية هاهاها
-         الأمر سخيف توقفي عن هذا. الذي قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين، كان يشعر بخوف شديد، كان على الحافة أيضاً. هل يمكن أن نكون من الضالين؟
-         ربما، من يعرف؟ أحب أن نكون محظوظتان، لكن من البداية وجد العقل ليمشي على حبال السيرك.
-         نعم وكلما مشى أكثر بقي احتمال سقوطه أكثر، وإن نجح سيبقى في السيرك!!
-         عظيم، هل الجامعة تشبه السيرك؟
-         ألن تتوقفي؟؟
-         لن أفعل، على كل حال، لديك تصريح بفعل كل ما يحلو لكِ، الأمر لك، سأتفرج وأتدخل عند الحاجة.
-         راضية عنك كل الرضى، لدي شيء أخير لماذا يقحم الشبح نفسه في اللحظات، ويضرب بمعوله الرغبات والكلام وكل شيء؟
-         لأنك لست حذرة كفاية.
-         هل يمكن أن أكون سعيدة؟
-         بالطبع.
-         هل أركب الريشة؟

-         جربي = )