أحياناً ساعة قد تختصر يوماً كاملاً، وهذا ما أظن أنه حصل اليوم، قبل ساعة من الآن اتصلت والدتي بأن أخرج معها لمشوار "مستعجل"، حين حضرت البيت تبين أنها بحاجة للذهاب للمشفى لإجراء تخطيط قلب نظراً لحصول تسارع، ذهبنا بسرعه انتظرنا في قاعة الطوارئ مع الجثة المرفقة صورتها، بدى عليها التوتر قالت بأن بإمكانهم أن يضعو الجثة في الثلاجة أو مكان آخر بعيداً عن هنا! انتظرنا الفحوصات وجاء بعد الممرض طبيب في العشيرينات من عمره أحضر حقنة، طلب منها الكشف عن الوريد ولا بد منها لانتظام ضربات القلب! أوقفته أمي وقالت أنها لا تحتاج لها طالما أنها تتناول علاج منظم لضربات القلب، حاولت عبر عدة أسئلة معرفة نوع الحقنة فابتسم وانسحب من المكان عائداً مع طبيب أكبر منه سناً ويرتدي تي-شيرت برتقالي، حاول الاستفسار عن طبيعة العلاج الذي تتناوله والطبيب التي تتابع لديه واسبب من قدومها للمستشفى، أجابته بأنها تحتاج لتخطيط القلب لمراجعة الطبيب بعد زيارة المستشفى كالمعتاد في حال حصول طارئ على حالتها، نزع اللاصقات المتصلة بجهاز تخطيط القلب وخرج لطاولة الاستقبال، خرجنا خلفه وطلبنا التخطيط فرد قائلاً "ما في تخطيط، ما عندك أي مشكلة، ممكن طبيبك يعملك تخطيط!" انتهى.
خلال مكوثنا في غرفة الطوارئ لم نجد أي أحد قرب الجثة اصغيرة على السرير المقابل فقط الملابس الممزقة في السلة، لم يوجد تبريد، وكانت ذبابة تحاول الدخول من تحت الغطاء، ربما من البديهي انتقاء النقطة السابقة لكن ما المبرر لمعاملة طبيب لمريضة بهذا الشكل؟ ولماذا يقو بأنها سليمة تماماً طالما حاول أن يعالجها بحقنة؟! وما مكونات الحقنة؟ أليس من حق المريض المعرفة؟
كما رأينا الموت رأينا طفلة حديثة الولادة في سيارة العودة، ولكي نرجع للواقع الواقع مررنا على جلسة نسائية، قالت فتاة أن "فكّت عينها" ! وحسب التوضيح حين يظهر في عين أحد "الشحاذ" يحضر كسرة خبز من أحد الجيران "أي شخص المهم ليس من العائلة" يحرق ويتم تكحيل العين به ويختفي "الشحاذ".
ساعة واحدة كفيلة بأن نبني القلعة حول أنفسنا ووندعوا ألف مرة ألا نصاب بأي علّة أو حاجة أو سبب للخروج أو حتى الاختلاط حتى حين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق