وكأنهم يريدون لنا أن نبقى عالقين في دوامة لا تنتهي من الظنون والوصفات المجربة وغير المجربة. أذكر عام 2010 وإلى الآن حين بدأت المسألة تتضح لي، وقتها خسرت من وزني الكثير بقصد وبدون قصد، أذكر انني اتبعت نظام حياة قاسِ جداً، كنت أشاهد يومياً فلم رعب بعد منتصف الليلة، وإن شعرت بالنعاس كنت أغمر رأسي في مياه باردة شتاءً بالذات، أو أضع بعض الثلج على جسمي، بعد دقائق كنت أشعر بأن جسمي يشتغل، ولم أفعل هذا لغرض صحي أو بدني إنما لكي أبقى مستيقظة لأطول مدة وأن أنجز أعمال بالقدر الأكبر. لاحظت حولي الكثير من الفتيات والسيدات يحاولن إنقاص أوزانهم بشتى الطرق، لم أهتم بعد الوصفات وفهم تركيبها، لأن الأمر كما بدى لي معقد، وكل خبير أعشاب يرى وصفته الأفضل والباقي ضار.
الأمر حزين وبائس جداً، دوامة عملاقة من الآراء المتضاربة والوصفات المتلاحقة، والأدوية، والرياضات والتمارين الفضائية، وقليلاً ما كان ينجح الأمر مع واحدة منهن. لم أفهم السبب وراء الوصفات التي تعتبر سابقاتها مضرة وسيئة وفاشلة، أعلم أن كل شخص لديه حميته الخاصة المناسبة له ولنظامه الغذائي والحياتي، حتى الطبيب المختص لا يمكن أن يصيب دائماً أو أحياناً، قلق لدى البعض واضطراب عظيمين، وإلى الآن بعد التحية والسلام تبدأ الملاحظات من الأطراف تشيد بخسارة بعض الوزن، أو تأسف لبعض الزيادة، وبالمناسبة بعض الإناث تستخدم هذي الخدعة كوسيلة تحطيم نفسية، حين تقول للأخرى أن وزنها زائد بعض الشيء فهي تدمر ثقتها بنفسها، وهكذا تترك الملك عارياً فوق اللوحة والملاحظة التالية تكون هي (الكيش ملك) مثلاً "شو عاملة ببشرتك، معقول خربتيها بالكريمات الرخيصة!" هذي نسفت لوحة الشطرنج بالكامل هه!
أعرف الكثيرين ممن أثر بهم تغيير البيئة أقصد شكلياً، بيئة العمل أو السكن أو تحسن الوضع المادي أو الأهم النفسي، ربما لا تحتاج الفتاة أو السيدة إلى تغيير نظامها الغذائي بقدر ما تحتاج للعمل على تحسين مزاجها وجمع شتات ذهنها، أو ربما تحتاج للقراءة أو الانغماس في نشاط وهواية، وربما التوقف عن عادة ما وتغيير الروتين.
-أعرف أناس لا تنحف بالقراءة، هناك فتاة أعرفها جيداً وربما تعرفونها ترتبط لديها بعض الكتب بالشوكلاته وهذي مأساة، الأمر لا ينفي أهمية القراءة-
دعونا نوجز الأمر، الوصفات الكثيرة والمتضاربة قبل تطبيقها يجب دراسة فعاليتها مع جسدك، وقبل هذا لا بد لكل شخص أن يفهم طبيعة جسمه، هناك من يتفاعل مع مواد دون غيرها، وتوقيت التفاعل مع المواد التي يتلقاها الجهاز الهضمي، بعض زيادات الوزن تحدث بعد تناول المواد الدهنية بأيام وبعض الاجساد تتعرض للزيادة بعد أسابيع، لذلك يجب فهم طبيعتك لأن لكل شخص طبيعة تختلف عن غيره تماماً، وبالملاحظة الجيدة لا يمكن أن يكون الأمر صعباً.
ثم مكونات الوصفات، يجب دراستها بحيث معرفة محتوياتها ونسبها وإمكانية التحسس منها، المقولة التي تقول بأن الانسان طبيب نفسه صحيحة تماماً، فلن تقع بالخطأ أبداً إن تصرفت بشكل صحيح بالتعاطي مع الأطعمة والعلاجات وغيرها.
وأخيراً والأهم "معاً وسوياً من أجل مسح التقييم الوزني من أذهاننا جميعاً" لا داعي لأن تكون ملاحظات الزيادة والنقصان موجودة في كاتالوج النقاشات اليومية خصوصاً بين الإناث، نعرف جميعاً أن شكل وهيئة الحوارات التي تسهم في التواصل الاجتماعي تتغير من زمن لآخر، وربما ترون معي أن هذا الحوار أخذ أكثر من وقته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق