الأحداث بدأت منذ زمن طويل، لكن مؤخراً تجري الأمور على نحو غريب، لم يعد أحد لبيته، كلهم في مركز إيواء يفتقر لأدنى المعايير العالمية لمراكز الإيواء، بالأصل هي مدرسة.
فتحت الفصول لكبار الشخصيات، ساحة المدرسة للبقية. أما الأخبار كانت كثيرة ولا يمكن تمييز الحقيقة من الإشاعة، خبر واحد كان يتكرر لداعٍ أو بدون، هو أن الإدرة قررت تفريغ المكان من السكان.
سكان الفصول والمشرفين على المكان، احضروا بضعة باصات ويوم الخروج الكبير، لم يخرج أحد، ربما كلهم بلا استثناء يعرفون أن رصيدهم من الأماكن شحيح.
رغم ذلك الوضع غير مطمئن، يومان فقط وبدأ الذعر الخفي والهوء بالاستعداد للخروج يدب بالناس، وسكان الفصول على رأسهم، عائلتها كانت تستعجلها بالذهاب لكن مهلاً تحتاج أن تحفظ الصور التي في الكاميرا، الكاميرا ليس ملكها، فرغتها على عجل من الصور، شخص واحد هو من يستطيع حمل الأجهزة الإلكترونية، فأسلمت إليه شريحة الذاكرة الصغيرة.
قبل أن يذهب بالشريحة عرض أن تذهب معهم، وافقت دون نية على أن تعلم أهلها، الأمور تجري أسرع من أي شيء آخر هنا، ذهبت سيارة الإلكترونيات سريعاً، عادت لذويها وجدتهم ذهبوا أيضاً. مصافحات الناس ووداعاتهم كانت مثيرة، ابتسامات وديعة، دموع خفية.
المدرسة خاوية على عروشها، بقيت سيارات كبار الشخصيات تتجهز للانطلاق، مر أمامها شريط رحلتهم للمدرسة إلى الآن، منذ البدء والدها رفض أن يأخذ أحد الفصول ولم يتملق أحد، الذين تملقوا بشكل مثير للاشمئزاز أخذوا زوايا مريحة في الفصول، بدلاً من العراء في الساحة الخلفية. جارهم في الساحة امه صامتة طوال الوقت ولا يعرف صمتها إلا في حال تجهز له مفاجأة، لابد أنها تنتظر خروجهم من المدرسة لتريه العروس التي اختارتها له، وحين اضطروا للخروج من المدرسة كان مصدوماً فقط.
الخيارات في هذا الوقت قليلة جداً، لا تعلم إلى أين يذهب الجميع، تسمع همسات وصياح وضجيج بالجوار، تسمع كلمات غير مترابطة "معبر"، "بحر"، "نفق"، "الشاطر بشطارته"، وكما يبدوا أنها لوحدها الآن وتأمل أن لا يكون أي أحد قلق عليها، لأنها تشعر بقوة وجسارة كبيرتين وتريد أن تقوم بقفزة كبيرة. تحاول أن تقوم بحساب المخاطر التي يمكن ملاقاتها لاحقاً.
سيارة سكان أكبر الفصول تستعد للانطلاق، تبدوا مزدحمة لكن لا بأس يمكن أن تحتمل شخص إضافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق