الخميس، 23 يناير 2014

من هنا وهناك




في- الثالث والعشرون من يناير، السنة الرابعة عشر بعد الألفين.

رغبت بأن اؤجل الكتابة لليوم، إلى ما بعد زيارة أخي العزيز نور الدين، لكن يبدوا أن التشتيت اليوم بلغ مداه، وربما كان التدوين الدائم حل لدرء التفكير وتبعاته من تشتت وضياع للوقت. وقت الصباح اكتنز بتأمل لكن فعلاً أظن تأمل اليوم نوعاً ما فارغ من الكثير من مضمونه الذي أعرفه.
هناك قصة نجاح جميلة لها نافذتين في تويتر وفيسبوك، أيضاً باب عبر التلفاز والإذاعة، أحاوله ان أحزر ما سر النجاح الذي يكمن في كل جملة، وكيف تحافظ على المسار وتتخلص من الشوائب الإنسانية أول بأول، أتابع من بعيد وأحاول أن أتعلم، البراعة والإبداع المتكلف والبسيط في يوتيوب وصوت الغيمة.

لا بد أن تواجه المنغصات في كل الأحوال والأوقات، وهي ليست بذلك السوء فهي الوجه الآخر للسعادة والراحة، لذا فالانشغال يخفف من تعاسة الأشياء ويشبه إلى حد ما شخص خارق لا يتعب ولا يأخذ استراحة إلا لِمَامَاً.

هنا وقد بدأت اجازتي وأخشى الفراغ وتمضية كل وقتي على الانترنت، دون نشاط مثمر وما زلت على وعدي بأن أملأه بأعظم الأشياء على الاطلاق، بعد أن ألغيت موعداً وأظنني أصبت، أنتظر الغد لكن لن أترك اليوم ببساطة، وها أنا أدور في دائرة مفرغة ولا بد أن أنهي ما بدأت من كتب.
بيسان ستكمل لاحقاً..

الآن بقيت ساعة على منتصف الليل ودون كهرباء، وأحمد الله على هذه الفسحة الصغيرة، سأحاول أن ألخص هذا اليوم في الآتي: يبدوا أن حمامة السلام ألقت عليّ اليوم غصن الزيتون، فبقيت على هذا الحال طوال الوقت، مع مصارعة عنيفة للتشتت الذهني الذي يكاد يبطش بقدراتي العقلية.
ليلة أمس أكملت سهرتي مع جاراتي، بالطبع حضرت مع الفتيات سيدات فاضلات لكن لم يكملن المرحلة الابتدائية، حاولت أن ادخل في حوارهن أو أستوعبه كاملاً لكن استسلمت للدوار ووجدتني نمت بينهن. ثم الانتظار اللعين للكهرباء، ياه ما أعظم صبري جاءت أخيراً.
الساعة البيولوجية تعد من أهم أسرار السعادة في الحياة، إن ضبطتها بشكل صحيح ستكون من السعداء بلا شك، لأنها تعكس مدى تنظيمك في الحياة، لذا حاولت النوم عند منتصف الليل على الأقل، فانتظرتني بشوق الساعة السادسة واستقبلتني صباحاً بحفاء وهدوء، لم أرغب بالكلام أو الحوار أو أي شيء السعادة في الصمت والتفكير بهدوء.
أفكر بفتاة وضعت حلمها نصب عينيها، أحبت اللغة الانجليزية والاعلام والآن تحمل هم كبير، لا بد أنها قصة تحمل الكثير من العبر، ولا بد أنها رائعة لتصل إلى النجاح، عليّ ربما فقط أن أكتفي بالاستمرار بالمحاولة مهما كلف الثمن.
شبح الأعمال المنزلية يطوف من جديد، وقد تقرر أن أقوم به إرضاءً لأمي، رغم أني أظن القراءة والانتاج مفيد أكثر للفتاة بالذات، وهذا رأيي و أؤمن بصوابه.

شغلتني منذ الصباح فكرة مساعدة للمدارس، بالذات مساعدة معنوية لطلبة توجيهي الذين يقعون بسجون الأزمة الفكرية، من خلا توترهم وقلقهم من السنة الأخيرة، الدور الذي تلعبه المدارس خطير ومرعب، من حشو الرعب من يوم القيامة وأهوال القبر في عقول الطلبة، انتهاءً بالتنظير والاستخفاف وتحطيم روح الابداع بزحمة وقت المنهاج المترهل "حرام عليكم"، ترى ما يمكنني أن أفعل لأجلهم؟ وكيف عساي أقنع المعلمات أن القصص المخيفة وتحطيم النفسيات ليس إلى ممارسات سادية مفرطة وإجرام بحق الإنسان، "قاتل النفس مقتول بفعلته، وقاتل الروح لا تدري به البشر" كما أن المسار الأكاديمي ليس نهاية الحياة لتحكم على الطالب بمدى فشله أو نجاحه في الحياة، ألا تكفي ضغوط الأهل الذين يتحملون مسئولية أيضاً.

بينما أغالب النعاس لأكتب قبل حلول اليوم التالي، جالت بخاطري أطياف لكثير من الأشخاص الذين أعرفهم، ما أعظم الفوضى الاجتماعية التي نعيشها، بالمناسبة لماذا لا يشاركني والدي تلك الكتب النفيسة، لأكون صريحة مع نفسي الآن، فقد شعرت بالغيرة من أخي نور، لكن لا بأس شخصيتي تحتم علي البقاء بعيداً حتى عن المقربين كوالدي، ولا أجد ضرراً حتى وإن ظننتني أواسي نفسي.

لماذا يذكر الناس مساوئ بعضهم؟ ولماذا يحاولون التشهير بالماضي؟ فلان تقدم بالوظيفة والحياة، فيرد عليه آخر أليس فلان ذلك الأخرق الذي كان يتلعثم "مثلاً" ولا يجيد التصرف لولا ساعدته بعض المرات! "شكراً على سوء أخلاقك يا خبير التصرف"، هذا ليس سوى مثال ابتكرته الآن على شخصيات لا ترى إلى الجانب السيء أو ربما تخترعه لتثبت سوء أو فشل غيرها، وتميزهم بالمرتبة الأولى، "لأنهم غير يا أخي" كل شخص بنظر نفسه استثنائي، ويجب أن يحاول أن يكون استثنائي بنظر الآخرين.

سؤال آخر لماذا يبدو حالنا أثناء وجود الكهرباء وانقطاعها، كأننا في عالمين مختلفين، الآن في العتمة تخلو إلى نفسك، وتمر عبر منعطفات الأحداث وتعاينها بعمق وهدوء. أما في حالة الإضاءة والأصوات والتحديثات، لا تملك إلا أن تكون مشتتاً وتفكر بالمهمات التي ستقوم بها، وبمدى سخف فكرة الخروج من المنزل فقط لأن الكهرباء موجودة وهذه نعمة لا تقبل الرفض ولا حتى الرفس.

كثيراً ما يسأل أمير مؤخراً عن العالم الموازي والواقعي، هل هو العقل الواعي وغير الواعي، أم حياتنا بكهرباء وبلا كهرباء، أم فترة الإجازة والدوام، لكن لا هذا غير منطقي، فالتباين ووجود فجوة زمنية يسقط عنهم صفة "الموازي" لأن الموازي هو المرافق والمتمم، إذن يفضل أن تنهمك بالعالم الذي أنت فيه، فلو كنت تصنع القهوة في العالم الموازي، لن تنسى أمرها لتشاهد نفسه وأنت تشاهد آخر ألبوم لشيرين في العالم الواقعي، هذا أنسب حل للمعضلة وإن كانت تفوح منه رائحة بهار الجنون.

لا أدري إن كان من المناسب أن أذكر أسماء الأشخاص وتفاصيل اليوم، بينما قررت أن أنشر هذه المذكرة بخلاف أخواتها السابقات فيما عدا مذكرة أمس، بجسد منهك وعقل نشيط لديه الكثير ليكتب، أنا أضيع.
هل يمكن أن نغير جغرافية قطاع غزة؟ اقتراح كنت اداعب به الصديقة هبة، فماذا لو نقلنا مدينة غزة للمنطقة الوسطى، لتصبح غزة قريبة على البعيدين بحكم المسافة والسكان القريبين.

قرأت مقال يقال أن ما حمله عارٍ عن الصحة، عن عالم وإمام مسلم، هل يا ترى كان هناك وجه مظلم للجميع؟ هل بنو أمامتهم على باطل واستعبدوا الناس؟ أم هم أبرياء تماماً وكل ذلك كان تلفيق؟؟ بالمناسبة الكثير من المتنفذين والمبدعين قد يقعون في شراك العادات والتقاليد دون تدبر أو تأمل للغايات "في مجتمعنا الحالي"، وبذلك يرتكبون ظلماً على ظلم، ويرسخون بعض الأشياء البالية، التي تعكر صفاء مجتمعنا النقي والقوي منذ القدم.

بأي حق ينظرون للأنثى بهذا الشكل، وكأنها خلقت لتكون المتعة؟! حين الراحة "خمر ونساء" وكان النساء عبيد لهم، من أنتم لتتحكموا وتفرضوا الفساد المتوارث حتى على القيم القويمة التي تستصرخكم لتسيروا عليها لتقوموا السلوك.
"ليس الجميع بالطبع"

أتخيل الفقرات أسئلة من مذيعة لطيفة نحيلة بكنزة صوفية خضراء، وشعر كثيف مسترسل على كتفيها، آخر سؤال كان الأصعب ولا أظنني سأجيب، "لم أفهم، أعيدي...لم أفهم أيضاً.... بكل الأحوال شكرا لكِ على المقابلة اللطيفة!"

هناك 4 تعليقات:

  1. راااائعة :-)

    ردحذف
  2. كأني تهت في دوامة أفكارك وعقلك .. طبيعي بعد رحلة الدراسة الطويْلة و التشويشآت التي تطال العقل فتشتته يمينا ويسارا .. :)

    ردحذف
    الردود
    1. ^_^ اسمك جميل، بإمكاني ادراج دليل لعقلي حتى تضمنوا ان لا تتوهوا مرة أخرى :))

      حذف