في كل مرة أرغب بشيء
جديد، البداية هي أكثر الأمور تعقيداً، يمكن بسهولة انطلاقا من المباني والشقق، أن
نعتبر أنفسنا في الطابق الثاني أسفلنا كائنات أخرى يفصلنا عنها لوح زجاجي، الأدلة
أكثر من أن أحصيها، يعني مثلاً الخبز والطعام حين تسقط أرضاً ألا تقول العجائز أن
الشيطان يلعقها؟! لكي تبطل مفعول لعاب الشيطان يجب أن تذكر اسم الله وتقبل قطعة
الخبز عندها يمكنك أن تأكلها بكل طمأنينة، الألعاب التي تتناثر على الأرض وأحياناً
تفقد، ألم يكن يغني الأطفال قبل عدة عقود "يا إبليس إلعب فيها وهاتها"
بعضهم استعاد ألعابه بعد هذي التسوية مع إبليس وما زالوا أحياء يروون التجربة.
أما الطابق الثالث فقصته كما يقال
"عويصة" –لفظة عويص تطلق الخبز الذي يخبز قبل أن تؤثر به الخميرة أو أن
تكون الخميرة فاسدة فيكون أقرب إلى العجين منه إلى الخبز-، حسب ما فهمت أغلب
الأشياء هناك تطير ولا تحسب للزمن حساباً، يعني مثلاً دعاء الأم! ربما نصف الطابق
الثالث مكتب بريد، حسب المعتقدات يرانا سكان ذلك الطابق بعين العطف والرحمة، بعكس
الطابق الأول ينظرون إلينا بعين الحسد والنقمة، بكل الأحول الشقة العليا خير وأحب
من الشقة السفلى.
أي مؤتمر يقام في
شطري الوطن أو الشطر الثالث يعتبر فرصة لا تعوض، ليس لأن التطور والانفتاح الذي
بدأ يتسرب للوطن يتطلب مشاركة، إنما لأن "ماحدش طايلها"، الحالة التي
تمر بها البلاد غير منطقية أو غير طبيعية، ما ينتج المتضادات التعايش مع الأمر والتحايل على الواقع والرضى
بالمقسوم أو الاتجاه للتصعيد كطريقة أخرى للتعايش مع التوتر الدائم في المنطقة أو
عدم التعايش مطلقاً وشراء راحة البال بثلاثة أو خمسة آلاف دولار إن كنت
"حدق".
أظلم منطقة في
التاريخ والعقل البشري تلقي بظلالها في أماكن كثيرة، الرغبة العميقة بالممنوعات قد
تتحول لفكرة التخلص منها بدل التعايش معها والخروج من المفروضات غير المنطقية، إلى
أن تتجه لأفكار غريبة مثل التعليق تحت ألسنة اللعب بأسياخ تدق في المفاتن التي
تشكل مركز الكون للخليفة البغدادي، القرون الوسطى لم تكن بالسوء الذي يمكن أن
نتخيله حتى الأفعال الوحشية هي نتيجة العقود الطويلة من الفضيلة والإتيكيت،
مشكلتنا تتلخص بأننا نعيش على قانون نيوتن الثاني فقط.
أي انسان يغادر
المنطقة من المتوقع أن يمر بفترة تسبق الاستقرار، أما المنطقة بأكملها فهي تتنقل
بثقلها كاملةً بين استقرارين أبعد ما يكونا عن الاستقرار. تلك البقعة المظلمة تحوي
أيضاً قواميس تشمل كل أنواع السيطرة حتى التنويم المغناطيسي، حيث تمكّن الانسان
المنفرد من صنع زنزانته بيديه.
هل يعلم أحد لماذا لا
يسعى الرئيس نحو كسب تأييد المواطنين والتقرب إليهم ولا سيما الشباب؟ سفير
بريطانيا في مصر بدأ قبل عام من استلامه لسفارة القاهرة بتعلم اللهجة المصرية،
وحين استلم مهامه بدأ بالانتشار بين الشباب في تويتر، يشارك الجميع الأفراح
والأحزان ويوفر فرص الحوار معه بشكل غزير، إن حاول أحد ان يستقرئ هذي الحالة من
الواضح أنه وكما قال "أهم استثمار هو استثمار الشباب" وهذا أفضل ما يمكن
أن يفعله بمصر بالذات، يعاني الشباب من تهميش وبطالة واستنزاف، الأمر الذي يسهل
مهمة السفير "سفير النوايا الحسنة"، أحد الشبان الذي يتابعون صفحته يقول
"أنا أول مرة أقول كل عام وانت بخير لسفير" ويرد عليه السفير بتغريدة
خاصة ويهنئه! أما حين يركب الباص في الاسكندرية ب نص جنيه ويستقطب الردود المازحة
والمشجعة والمتفاجئة، إنه بلا شك لاعب شطرنج ماهر.
في إحدى اللقاءات التلفزيونية، استطاع بمهارة المراوغة وفتح النار على الإعلام المصري بالذات حين نشر تصريح على لسان "ديفيد كاميرون" فقال السفير بلسان مصري عربي فصيح أنه عمل في مكتب "ديفيد كاميرون" وهو مطع على كل المقابلات والمراسلات والنشرات وصحح موجهة صفعة لنزاهة تلك الجهة الإعلامية، بعدها حاول المذيع المراوغة قائلاً بأن هناك مشكلة بين السفير وبعض الجهات الإعلامية، وتجاوزها السفير ببراعة، لم استغرب حتى اللحظة من مستوى ذكاء ودبلوماسية السفير وأداءه لمهامه بل أتوقع أن يكمل صعوده في السلم الديبلوماسي، الأهم والأقل أهمية أنني أعرف البريطانيين بذكائهم لكن ليس بوسامتهم.
في إحدى اللقاءات التلفزيونية، استطاع بمهارة المراوغة وفتح النار على الإعلام المصري بالذات حين نشر تصريح على لسان "ديفيد كاميرون" فقال السفير بلسان مصري عربي فصيح أنه عمل في مكتب "ديفيد كاميرون" وهو مطع على كل المقابلات والمراسلات والنشرات وصحح موجهة صفعة لنزاهة تلك الجهة الإعلامية، بعدها حاول المذيع المراوغة قائلاً بأن هناك مشكلة بين السفير وبعض الجهات الإعلامية، وتجاوزها السفير ببراعة، لم استغرب حتى اللحظة من مستوى ذكاء ودبلوماسية السفير وأداءه لمهامه بل أتوقع أن يكمل صعوده في السلم الديبلوماسي، الأهم والأقل أهمية أنني أعرف البريطانيين بذكائهم لكن ليس بوسامتهم.
برأيكم من أقوى
الهواء أم النار، ربما يقول أحد أن النار ليست سوى هواء ساخن، أقصد الأسد
والميزان، في إحدى اللقاءات جلس الرئيس بوتن قريباً من أوباما، حصل بينهما حوار
صغير بالإيماءات، واضح أنهم يتحدثون عن سوريا يشير الرئيس بوتن بيده إلى ثم أسفل
ثم أعلى، يقصد بأنها بعد تدميرها سيحصل نفس سيناريو العراق وأفغانستان، يضحك
أوباما، ثم يسأل الرئيس بوتن، تظهر ملامح جهل مع ابتسامة ساذجة على وجه الرئيس
بوتن، خلال ثوان يتغير لون بشرة أوباما من السمراء إلى الأسمر المزرق، بهذي
اللحظات تبدوا عيون الرئيس بوتن شاخصة بالآخر بملامح تبدوا عليها البراءة
والسذاجة.
المهم أن الكهرباء
عادت، وأن العتمة شحنتنا ببعض الأفكار ربما، أحاول ان أنهي سريعاً قبل ظهور الطيار
المرعب مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق