الصورة قد تحمل رسالة بلا شك :)
هذي التدوينة خفيفة
لطيفة، خيالية، غير موضوعية وغير محايدة، والأحداث الواردة بها قد تكون خيالية، آه
والتدوينة ليست للجادين جداً في الحياة، ولا للعايشين في الشقة اللي قبالهم.
أهــــلاً وســــهــــلاً بــــكــــم فــــي
تـــــدويــــنــــة "الــــتـــــدويـــــنـــة"
قبل أن أبدأ بتدوين
مدونة لي لأتذكر ما فيها لاحقاً، أحاول تذكر ما حصل مؤخراً أغلب الأحداث التي لا
أرغب بنسيانها. بنسيانها، نسى ينسى نسيان ! ؟نسيان" اسم رواية لأحلام مستغانمي،
لكني لم أقرأها ابداً ربما لأنني أعرف سلفاً أنها لن تناسب لذوقي في القراءة، أظن.
لا يمكن أن أكثر من الشجن
المبتذل لأعبر عن الحالة المرافقة لهذي الأيام، مؤخراً بدأت تهل مفاجآت، أحداث،
وصدف كثيرة، لذلك من الظلم أن أحكم بسوداوية، أستطيع أن أرى الجيد والكئيب معاً.
قبل عدة أيام، بينما
أجلس في الباص بينما حولي الكثير من المنقبات، بالمناسبة الساعة الثالثة تقريباً
تمتلئ الباصات بهن، لأنهن غالباً إن لم يكن لديهن محاضرات، يبقين في المصلى لدروس
وندوات واجتماعات إلى نهاية الدوام. المهم أنني حاولت، الطريف أنني اتحدث
عنـ"ـهنَّ" وقد كنتُ يوماً منــ"ـهنَّ" (مضحك مثير
للاستغراب)، الأهم أنني نسيت ما يسمى "بلوتوث" متاحاً لحظتها عندما
انطلق الباص، حاول أحد الأجهزة النقالة الاتصال بي، يبدو أنه ملف، تبعه ملف وملف
وملف، ملفات كثيرة أرسلت لي "أميرة بكلمتي" ! كلها كانت صور لأطفال مع
أدعية ومنشورات مصورة عن فوائد الصلاة، الزكاة، والكلمة الطيبة، واضح جدا أنها إحدى
المنقبات حولي، تقريباً اعرف أكثر من نصفهن ويعرفنني جيداً، كان يجب عليّ أن أنصب
فخاً لكي أكتشف من هي "أميرة بكلمتي"، فأرسلت لها عبر
"بلوتوث" أيضاً أغنية دينية، واحدة فقط من رفعت هاتفها نحو اذنها وبدأت
تسمع، وأنغام انشودتي تصلني، عرفتها وكان ظني في محلي، موقف طريف ولذيذ، تقدمت
باتجاهها، وأخبرتها :انا "دينا" في البلوتوث، عرفت اسمها الحقيقي، ورأيت
غبطة كبيرة تتسلل إليها، هل لأنها عرفت شخص جديد؟ أم لأنها عرفت الفتاة المجهولة
التي كانت تراسلها عبر بلوتوث، أم أنها شعرت بعظمة ما أنجزت بانها أرسلت لي رسائل
دعوية ربما أثرت فيَّ أنا التي ألبس جلباب أقصر منها بشبرين تقريباً وألبس شالة فيها
الكثير من الأحمر والورد، بعكسها كانت ترتدي أسود طاهر من كل الألوان والأشكال؟؟
ما عليكم، إحداهنّ
تلفظ كلمة "تركواز" بشكل عجيب، حتى أنني تصيبني تقلصات فظيعة في جسدي
حين أسمعها! لا أقصد السخرية من أحد، ولكن لا استطيع نسيان طريقتها في الكلام،
التكلف جلي واضح مفضوح مكشوف، لماذا لا تكون طبيعية سترتاح بالتأكيد، وتريحنا
معها.
أول شيء فكرت فيه حين
قرر الامتحان أن يبدأ، هل من المنطق أن أجيب بكل جدية على امتحان لا يعلوا عن كونه
تسلية أطفال؟ فعلاً كانت الأسئلة سطحية غريبة، تريد أن تختبرنا في القواعد
الكتابية، رغبت بالضحك لكن الجدية حينها اكتست وجوه الجميع، والغش ممنوع أيضاً،
توكلنا على الله، وجاوبنا أخيراً، أثناء إجابتي وجدت أن الكرسي مُزَيَّت حديثاً
فكأنما طلب مني أن امسح فوق حديده برفق، وفعلت، كان كرسي لطيف تحمل هذا الامتحان
الطفولي بسعة صدر، جاوبت بكل ذمة وصدق، وسلمت الورقة بعد انتهاء الورقة، لأنني
اتخذت الورقة لوحة خاصة لمدة ساعة، ولا داعي لذكر الشق الثاني من الامتحان لدواعي
الخصوصية، ولكنه كان محرج وطريف.
الأطرف أكثر هو سخرية
القدر، حين يبين لي أنني لست سوبرمان، قد اخطئ في قراءة الوجوه، أو في التشبيه على
الناس كما يقولون، وكأن صفحة من جزءٍ سابق يعود للصف السابع فُتحت، ورأيتها أمامي
لم تتغير، كان شيء جميل يسكن في عينيها، شفافة أجزم وطيبة جداً، ربما لن ألتقي بها
إلا في صدفة أخرى، وهذا ما أريد كي لا أفسد قدسية لقائي بها، كشخص مميز، ولست
أبالغ هنا.
والأغرب هي الاسقاطات
الفكرية التي يعرضها لي العقل الباطن على شكل أحلام، أشياء مخيفة ولكن ما باليد
حيلة، إن كان الباطني مبرمج فالخارجي مبرمج، ويجب عليهما الاثنان أن يتفقا سوياً
لن يتنازل واحد للآخر، فالأمر أصبح معقد جداً، كنت أظن سابقاً اللوحات الإلكترونية
ووصلات الأسلاك معقدة، لكن حين حاولت أن أتكلم عن الطريقة التي انظم بها أفكاري،
أو الطريقة التي أربط بها الحقائق سوياً، أو حتى وصف طريقة تفكيري، بدا أنه الأمر
الأكثر تعقيداً في الحياة، أنا أرى الأشياء بغير ما أتكلم بها، أفهم بلغة أخرى،
ليس بالضرورة أن أكلم نفسي ونفسي بالعربية أو الانجليزية، هناك لغة الرموز العقل
بارع جدا بها، ويبدوا انه مستحيل المستحيلات أن تصفها أو تخرج بعضها للخارج، حتى
أنني حين أفكر بالعقل الخارجي الذي يتصرف ويعيش مع الناس، لا يمكن أن أفسر طريقة
عقلي بأسلوبي مع الناس.
أنا لست اينشتاين،
ولا عبقرية، ولا ذكية حتى، ولست مضطرة لأكون شخصاً آخر، انسانة عادية تحاول أن
تستخدم عقلها لأقصى حد، وتحاول بكل جهدها التغلب على الديسلكسيا التي تحط على عيني
كفراشة حين ابدأ بالدراسة للامتحان، وليس من السهل أن تكون مراقباً لغريزة التبرير
حين تبدأ بالحياد نحو الذات، هذي زلة لا تغتفر برأيي. طيب هل يعرف أحد كيف حال
النجوم التي سنراها الليلة؟ لا بد وأنكم تعرفون أنها بعيدة لدرجة أن ضوئها الذي
يصلنا، قد يعود لآلاف أو ملايين أو بلايين السنين!
ماذا عن أحلام اليقظة
وعشرات ربما ألف سيناريو يقابل كل حادثة تمر، آخذة بعين الاعتبار نظرية الأكوان
المتوازية، أحلام اليقظة التي تُقَطِّع حبل أفكاري إرباً إربا. أحاول كثيراً
افتراض حدث ما حصل بنهايات مختلفة، أين تقع الأراضي المتشابهة التي تحدث كل نهاية
مختلفة عليها؟؟
أما عن الآن لا أدري
كم مرَّ علي من الوقت وأنا اكتب لكنها السابعة والثلث مساء جمعة الخامس والعشرين
من إبريل، في العام الرابع عشر بعد الألفين، ربما اسم التدوينة جاء من وحي انتظار
برنامج الليلة.
هذي التدوينة اهديها
لصديقين شقيقين، أحدهما في غزة والشق الآخر بعيد في تركيا، سبيل التي جمعتني بها
ذكريات لا تنسى رغم أنني أحاول نسيانها
ولن أكتبها، لكن بينت أنها تستحق أن تكون، كما جمعنا التخصص ذاته وفرقتنا الجامعة،
جمعنا نوع القراءة ورغبات كثيرة وفرقنا المكان، أما الشق الآخر عبيدة هو صديق سبقت
معرفتي به اخته، أتذكر منه محاولاته للتغريد بشكل طبيعي أثناء توجيهي، ثم الدعاء
المكثف له ليسافر للدراسة، ثم الغربة التي بدأت تلتف حوله، والنصوص والعبر الجميلة
التي بدأت تهب من هناك، لكما أهدي هذي التدوينة.
أطيب الأمنيات
بيسان