الجمعة، 12 أبريل 2013

الأسطورة والميثيولوجيا


منحوتة سومرية من بلاد الرافدين
الأسطورة..

هي قصص وأحداث نسمعها عن الماضي، نكون قد وصلنا لأسطورة عن طريق بعض التساؤلات، مثل: من أين العمالقة؟ ما حقيقة المومياء في أفلام الكرتون التي اعتدناها؟ من بنى الأهرامات؟ وهل هناك فضائيون؟ ومن هي الآلهة القديمة التي كانت تتصارع؟ ما هي حضارة الفراعنة وبلاد الرافدين واليونان والفنيقيون؟ من نحن ومن أين جئنا؟ ومن هم أسلافنا؟

كل تلك التساؤلات ستأخذك بلا شك لأحضان روايات متعددة أو كتاب يروى أسطورة، الأسطورة القصة الخرافية القديمة؟ أم هي حادثة حقيقة؟ أم هي مبالغات كاهن أراد ترميز الأحداث من الواقعية إلى التأليه واختراع شخصيات كـ"عشتار" إله الخصب؟
وبغض النظر عن التعريفات المختلفة والتصنيفات الكثيرة للأسطورة إلا أنها تكون قد وصلت لنا عن طريق قصص شعبي أو خرافة؟ أو أسطورة مجردة تتناولها في سياق اهتمامك أو دراستك الأكاديمية، فإن الأسطورة وأحداثها هي كيان مادي يملك شخوصاً و زمان ما زال يتكرر للآن وتتكرر فصوله الأربعة، ومكان ربما هو مكانك هو أرض الأسطورة ومسرح الأحداث..
لذا فإن الأسطورة إن أردنا أن نتطرق لها من السياق المنطقي، فإنّي أرى أن الكثير من الآلهة على سبيل المثال قد تعرضت للإضافات والمبالغات لأسباب كثيرة متعلق بالكاتب وزمان ودواعي تدوين الأسطورة، أما عن سبب التأليه بنظري فإن الإله في الأسطورة إما هو ملك أبهر زمانه، أو أحد الأنبياء، ولكن قد يكون التأليه حدث لسبب يعزى للأسباب المذكورة للمبالغة..

كما يجدر بي الإشارة إلى أن أول كتابة عرفتها البشرية وأول تدوين بشري، أول أسطورة، أنتجتها الحضارة السومرية العظيمة، متشكلة في الألواح الاثني عشر لملحمة جلجامش الخالدة، حيث أن الكثير من التساؤلات عنها التي لم تعثر على إجابة ما زالت قائمة، مثل ما سر رحلة الملك جلجامش وإلى أين ذهب؟ وما سر المعرفة الفلكية العظيمة للسومريين والتي تتفوق على المعرفة الحالية؟
وأيضاً التعتيم والغموض الكبيرين الذي يغطي وبكثافة الحضارة الكنعانية، والأسطورة في هذه الأرض، والسبب بلا شك هنا هو ظاهرة سرقة الآثار والتزوير التاريخي الذي يقوم به الإحتلال.
ختاماً أحب أن أقول أن هناك الكثير من الأشياء التي تدعم صدق الأسطورة أو صدق بعض أحداثها، منها توافق الأسماء والأحداث أو تطابقها حتى في عدة أساطير، مثل تطابق قصة نوح عليه السلام في التوراة والإنجيل والقرآن وملحمة جلجامش وهذا لا يثبت إلا صحة الأسطورة، كما تتشابه في الاساطير قصة الأم التي جاءت من السماء فهي نينوى في بلاد الرافدين، والأم أنانا لدى الكنعانيين والأم الكبرى أوريانا لدى حضارة المايا والإنكا في أسطورة تياهواناكو في امريكا الشمالية، وبالحديث عن حضارة الإنكا، هل يعرف احدكم ما سر الهرم المبني بدقة شديدة وزخارف دقيقة ثم قلب رأس على عقب في حفرة؟ كيف فعلوا هذا؟ كما أن العلماء والمفسرون والمحللون للأساطير والحضارات القديمة قد يغفلون أحياناً عن الظروف التي عاشت بها الشعوب والتطور الحضاري، والحقيقة أننا لا نعرف كيف مثلا وجدت البطارية الكهربائية لدى السومريون وهي لم تعرف إلا بالقرن العشرين وصورة مصباح كهربائي لدى الفراعنة! لذا فإن الميثولوجيا عالم يشوبه الغموض ويحتاج للمزيد من الدراسات لكشف النقاب عن ماضينا الأثير ..
 
عشتار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق