سماء السادس والعشرون من نوفمبر
عائدة للبيت مع آذان المغرب، نجمة الثريا تتوسط السماء في مشهد قلما يتكرر، لقد كانت تضحك
السماء في أجمل أوقاتها هذه الأيام، ثلاثة ألوان تلتقي في السماء، الأزرق النيلي ثم البنفسجي والأحمر المائل للبرتقالي، مع مسحة خفيفة من الغيوم العالية، ونجمة الثريا.
شرد ذهني إلي "ظلمات بعضها فوق بعض" السماء الجميلة غاز وضوء يحجب ما وراءه، أمام السماء غيوم تحجب بعض من السماء، كلها غازات، إذن لا يمكن أن يكون الفضاء الشاسع خلف السماء، إلا مادة ذات كتلة واضحة وموجودة فعلاً، مهما تغير اللون والكثافة كلها أحجبة وظلمات تتراكم، وهذا ما يكمم بصرنا وبصيرتنا.
الفكرة القادمة هي الأكثر جنوناً، يقال أن احتمال وجود كوكب يطابق الأرض هو 10مرفوع للأس14، وبقانون مستويات الطاقة، يمكن أن يتكون في بقعة تحوي نفس الطاقة وكمية الجزيئات والذرات، كوكب مماثل حتى قارات متماثلة وبحار وبشر مثلنا، ماذا لو كان أحدهم في تلك الكواكب المتماثلة يفكر بهذي الفكرة الآن؟ هل اعرفه أو اعرفها؟ وهل يشبهني أو تشبهني؟
طيب لنقل أن بعض الكواكب نشأت بعد كوكبنا بقليل، ما يعني ان ربما بعضها في العصور الحجرية أو الوسطى ، وربما كواكب نشأت قبلنا لكانت الآن في الألفية الثالثة أو الخامسة. لنفترض أن هذه الكواكب موجودة، وإنه لمن الممكن حقاً وجودها، ربما أنا أفكر في بيسان الموجودة في القرون الوسطى، وبيسان المستقبل تفكر فيّ الآن، السؤال الكبير هو: كيف لي أن أقابل أحداهن في هذه اللحظة؟ هل من الممكن مع تساوى طاقاتنا مع تطابق الكواكب أن ننتقل عبر هذا المجال؟ تخيلوا نجاح تجربة كهذه وأن أجد ثلاث عشرة بيسان ماثلة أمامي -الرقم13 هو فرض مني أظنه منطقي تبعاً لإحساس خاص-.
السماء لديها خريطة ثابتة، شهرية وسنوية، لكن حفاظاً على عنصر الدهشة لدي سأعتبر اليوم استثناءً والسماء جميلة على غير العادة. غالباً يتخذ الجمال مكاناً في الجنوب والغرب، والجنوب أكثر ربما لكي يتناسق مع بهاء سيناء، وفي الغرب تحب النجوم البحر، حين أقترب من البحر أشعر بالخضوع التام، شعور كأنك بينوكيو، دمية مربوطة بحبال على مسرح أرضي، مسطح مائي هائل يخضع لسلطة القمر، جيئة وذهاباً كمجنون أصابته نوبة صرع، لا ينفك يضرب الشاطئ بنوبات مد وجزر لا تنتهي، إن كانت كل هذه العظمة الزرقاء خاضعة للقمر، فأنا صغيرة الحجم لا بد أن أكون ريشة خفيفة تتهادى في المسرح المضطرب وتضطرب بعض الوقت.
أكتب مقالتي الصغيرة بدون كهرباء، وسعيدة بهذي القدرة، بمراعاة الحجم الصغير لنا وكوكبنا والفرق الضئيل لنشاطنا وأعمالنا بكهرباء أو بدونها مقارنة مع النشاطات والحركة ما بين الكواكب أو المجرات، نحن أصغر من أن نحسب نشاطاتنا شيء عظيم جداً.
شكراً كوكبة الجبار..