لم أكتب منذ مدة طويلة هنا، يفترض أن يكون العقرب والقوس في السماء الآن أيضًا، تخطت الساعة منتصف الليل منذ نصف ساعة، نصف وساعة تتكرر مرتين هااا! أريد أن أتحدث عن الأمس يعني قبل إثنن وثلاثين دقيقة.
تغيرت لم أعد أتحدث بتلك الطريقة الحالمة، لكن الضياع في السماء والأشياء والتفاصيل نفسه، لم أتغير كثيرًا، سرت في طرق كثيرة اليوم ولم أكن في وعيي لثانية واحدة، كنت طوال اليوم أخطب في ناس لا أستطيع تحديد أغلب وجوههم، صدفة كنت في مؤخرة القاعة واستدعاني الشخص على المنصة، أقحمني في لعبة وهي أن أجيب على خمسة أسئلة، كلها أفخاخ كانت، أسئلة تكاد تكون شخصية وهذا يجرح شعوري، أجبت بحنكة كما أعتقد، وكما توقعت أو ربما رغبت الكلام جرّ بعضه، وجدتني في النهاية أثرثر عن قصص طريفة أو غريبة أو مؤثرة، ثم قررت أن أخطب بهم مع دحرجة الحوار طبعًا، تحدثت عن الأبراج الصفات وإن كانت ملتصقة بأي برج، وما هو الأساس الذي يحكم هذا الحكم أو الصفة، تأكدت تمامًا من متابعة البعض لي حتى كيف تدور الأفكار في رأسهم، كيف؟ هو إحساسي الخارق.
الأنانية، الجنون، الإيثار، الصدق، المغالاة، الظهور، الأهداف، تفاصيل كثيرة تنطوي تحت كل صفة، قلت في النهاية بدون مناسبة أننا لو شكلنا عصابة لتكون مثالية ستتكون من الحمل والجوزاء والدلو والعقرب والجدي، حيث يقوم العقرب بالتفكير في أكبر وجبة يمكن الحصول عليها والجدي يخطط لأسهل الطرق وأكثرها أمانًا، الدلو يبحث الطرق المبتكرة والمجنونة أما الجوزاء سيجد الطرق المختصرة نحو الهدف، والحمل لأنه حلقة الوصل بين الجميع سيكون زعيم العصابة، لا لست أميل للحمل، الجوزاء والعقرب أعداء حقيقيين فإن كان أحدهما في الطليعة اعترض الآخر، أما الدلو فلن يفكر بالزعامة، والجدي سوف لن يجد الوقت للمباغتة في أعمال العصابات والتخطيط معًا لما يناسبه مثله مثل العقرب، ثم اقترحت أن نضيف أفرادًا جدد على العصابة، مثلًا القوس الذي سيكون ملك النزوات السريعة والملول مثل الدلو، والميزان الذي سيكون الوغد الأكبر، بمظهره الديبلوماسي الرشيق المتحدث الطيب سيحصل على كل ما نريده، حدثت الجموع أن في داخل كل شخص يوجد شيطان، مثلًا أبناء المريخ الحمل والعقرب من ذا الذي يوقف شيطانهما؟! حتى الأسد والقوس والجوزاء والدلو والميزان، إذن لو شبهنا كل شرير لبرج معين، من سيكون الجوكر؟ أعتقد الدلو وتارة الحمل، ديدبول غالبًا قوس، باتمان عقرب ربما، ودوريان جراي ميزان.
لا أدري أين وصلت في الخطبة الغريبة الطويلة، ذلك ما اتذكره فقط، هذا كله أهون من فكرة استنساخ التنين صاحب الرؤوس الثلاثة، كنت أداعبه أمس وكدت أن أخنقه من شدة اشتياقي، العجوز المجرم احتجزه وبقية الحيوانات في الجانب الآخر من السراديب، وبمعجزة مع "جو..." حررناهم، أمي لا تفهم أن هذه الدهشة في عيناي سببها نجاتنا من الحمم حين قفزنا عليها هاربين، أنّى لها ذلك!
ليتها تعرف كيف تحطم قلبي حين لم أدعى لحفلة الوداع التي أقيمت في ذلك المقهى الذي يطل على البحر، أكره أن يظهر استيائي وتوتري، لكن بكيت كثيرًا، حتى صديقتي التي أتت لموعدها تركتني وذهبت للحفلة، أختم هذا الشيء بمقولة ديستويفسكي "ليأخذ الشيطان كل شيء".