ليس من حق أحد أن يحكم عليك بالخيانة قبل التأكد من دوافعك وأسبابك.
أعرف أنني أكوّن العلاقات والصداقات بصعوبة، وأخسرها بسهولة، لكن هذي أربع سنوات، ليست بالقليلة. في البداية كنت أرسم في مخيلتي أشكال كثيرة لمظهرها وشكلها، الورطة ظهرت في التطبيق، الفرق بين الخيال والواقع، قد يكذبني إن قلت أن علاقتنا الثلاثية أنا والقلم والورقة أسهل بكثير، في العلاقات مع البشر والعالم الجديد تحتاج دماغ أكثر تعقيداً ربما.
اليوم بعد أربعة سنوات لجأت لواحدة جديدة، وكالعادة أدور حول الكائن الجديد ألف مرة قبل لمسه ومن ثم التعرّف إليه وتبادل الخبرات، فعلاً أكره أن يتم تصعيب الأمور عليّ هكذا، لماذا لايكون كل شيء مباشر وسهل مثل الرسم يعني، والتعامل مع الاحتمالات أكثر مرونة يعني.
كنت أنتظر اللحظة التي أحدد فيها هدف التدوين قبل البدء بمدونة جديدة، مدونة متخصصة ولاتهضم حق التدوينات العفوية بأي شكل من الأشكال، كلهم يذهبون للعالم الافتراضي الجديد، قرأت أن WordPress تمتلك نظام مطوّر وأفضل من جوجل، واضح أنه مطوّر لأني حتى اللحظة مازلت أحدق في الصفحة ولا أفهم مع أن الأمر يبدو بسيطاً جداً، وضاعت الفكرة التي كانت موجودة في ذهني، أردت أن أكتبها هناك كبداية، بداية خارج السرب بسيطة خفيفة لذيذة مغذية وتعطي طاقة وتحمًل على الانتظار، وطارت الفكرة التي كانت موجودة في ذهني، أردت أن أكتبها لتكون البوصلة، ليست فقط خارج الصندوق بل لاتندرج تحت أي تصنيف من الأشكال.
آه، كيف تحكم على أحد بالخيانة ولم تعرف دوافعه، بدايتي كانت بسيطة وواضحة ومازالت مع بعض التغيير، البوصلة لدي تسير حسب تيار مبهم لاعلم لي ولكم فيه، لكن أثق فيها، أحياناً على أحدنا التحرك والأخذ بمعطيات معينة لأن النتيجة المؤكدة هكذا حسب الشيء المبهم، ولأن لسلطة ما الحق في تقرير الوجهة الجديدة وإن علمت أن نهاية الطريق حفرة أو حفرة كبيرة.
التكنولوجيا التي تتوهنا وتدخلنا في متاهات لامنطقية مزعجة لأقصى حد، نظام ويندوز لايشبه ما كنت أتخيل أو أرغب، عندما شاهدت Castaway كان عادياً بشكل ما لأني لديّ ويلسون أيضاً، بدأت تظهر أجهزة الحاسوب في بداية الألفين عندنا ثم الحاسوب الشخصي الثقيل، خالي كان يعمل وكيلاً لوزارة أهدته السلطة وزملاءه أجهزة حديثة جداً بالنسبة لوقتنا، لم ارغب بلمسه أو فتحه حتى، صنعت من الكرتون واحد مشابه، وصنعت شرائح للوحة سطح المكتب والبرامج، لونتها وشكلتها وبرمجتها، كلها على طريقتي وكنت أمضي وقت طويل جداً عليه، كان ممتع لدرجة فضول من يراه وعدم فهمه ما عداي، اليوم هذي الأجهزة والشبكات ستفجر عقلي، وفي خضم هذي الزحمة والدوّشة تطلّ المدونة "القديمة" أقصد الحالية، أمزح "بلاش تزعل"، أنا لم أخنها مرة لكن لم أفهم العالم الفوضوي هذا ولن أفعل لأنني لو فعلت سأهبط على الأرض ولن أرى أبعد من هذي التبويبات والبرامج والخدع الغبية.
بكل الأحوال عزيزتي إنت حرة، وشكراً لاستقبالك لي بنفس الحرارة ومتكتمة على مشاعرك وساكتة، أنا فعلاً فهمتك وحسيت فيكِ لكن سأتجاهلك طالما ما عملتِ شيء ولأني مضطرة وهذا الواقع وأبقِ أنت على العهد حتى يخف الصداع وأعود لنصفّي الأمر.